كاتب صحفي ليبي يعيش بين بلاده والقاهرة قال لي متعجبا إنه قبل سنوات معدودة كان عندما يذهب إلى ليبيا لعدة أشهر يشتري الدواء من مصر ليكفيه حتى يعود ، لكنه أصبح يشترى مخزون دوائه من بلده ليغطي إقامته في المحروسة. 

 وعن تجربة شخصية، أقول إنني عندما استأصلت الغدة الدرقية كاملة في 25 ديسمبر 2013كان سعر علبة الدواء التعويضي الذي لاغني عنه يوميا ولابديل عنه للاستمرارعلى قيد الحياة خمسة جنيهات، وقد أصبح اليوم سبعين جنيها.أي أنه زاد خلال أقل من عشر سنوات 14 مرة. وهو معدل يفوق بكثير إنهيار الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية.

يا الله .. ماهذا الجنون والتوحش والقتل غير الرحيم. ومن للفقراء ولأبناء الطبقة الوسطى ولأصحاب المعاشات مع تدهور خدمات التأمين الصحي الحكومي وعند المؤسسات والنقابات المقدمة للمواطنين المدنيين ؟. 

أليس الغذاء والصحة والتعليم هي أولى الأولويات في إنفاق الدول منذ القرن العشرين.وهي الأجدر من أفخم القصور والطائرات والمؤتمرات للسيد الرئيس، وأعلى برج ومسجد وكنيسة،  و"مونوريل" لمنتجعات وكومبوندات الأغنياء الجدد. أم يحمد الليبيون الله، ومعهم العراقيون والسوريون، لأن بلادهم  ليست مصر. 

وعجايب !
---------------------------------
بقلم: كارم يحيى